دخول الخليل عليه السلام أرض العرب وما يتصل منه بذكر ابنه إسماعيل وتناسل العرب المستعربة منه
قال البيهقي: الأشهر والأظهر أن مالك أمر البيت وسلطنة الحجاز بعد إسماعيل ابنه:
قيدار بن إسماعيل
قال السهيلي: وقد ذكر "أن قيدار كان الملك في زمانه، ومعنى قيدار الملك".
قال صاحب الكمائم: وفي شأن الملك بين بني إسماعيل وبني جرهم بن قحطان اختلاف كثير: فمن قائل: إن سلطنة الحجاز كانت في جرهم، ومفتاح الكعبة وسدانتها في يد ولد إسماعيل؛ ومن قائل: إن قيدار توجته أخواله بنو جرهم وملكته عليها.
ودانت له عرب الحجاز، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وأظهر أحكام النبوة. وإن العمالقة وقع بينهم وبين جرهم
ما أوجت حرباً في الحرم، فقام قيدار فيهم خطيباً، وقال: "اعلموا معشر العرب أن هذا الحرم كنتم قد عثتم فيه، وأبحتم حرمته، وسفكتم الدماء في أرجائه، فشتت الله شملكم منه، وأبعدكم عنه، وزالت البركة منكم، وارتفعت الرحمة عنكم. ثم رحمكم الله بنبيه إبراهيم وابنه إسماعيل، فعمرت بهما بلادكم، وردكم الله ببركتهما إلى أوطانكم؛ فلا يكن شكر نعمة الله التعرض لنقمته. أين عقولكم؟ أين أفكاركم؟ اعتبروا بما تقدم، وانظروا فيما تأخر! ". ثم نزل فاصطلحوا، ودانوا له على ألا يكون الملك لا في العمالقة ولا في جرهم، وتوارثته بنو إسماعيل من حينئذ.
وذكر السهيلي وغيره أنه كان فيمن ملك بور بن شوحا، وهو أول من عتر العتيرة، وأن أباه شوحا ملك قبله، وهو أول من سن تعظيم رجب وحرمته، فتبعته العرب. ومنهم يزن، وهو الطعان الذي تنسب إليه الرماح اليزنية، ومنهم دوس العتيق، وكان أحسن الناس وجها، وكان قطورا بن كركر بن عملاق قد غلب بنوه على الحرم، فأخرجهم دوس منه.
أما بورالمذكور فهو بوز بن شوحا وهو عتر بن بريح بن محلم بن العوام بن المحتمل بن رائمة بن العيقان بن علة بن الشحدود بن الظريب بن عبقر بن إبراهيم بن إسماعيل بن يزن بن أعوج بن المطعم بن الطمح بن القسور بن عتود بن دعدع بن محمود بن الزائد بن ندوان بن أتامة بن دوس بن حصن بن النزال بن القمير بن المجشر بن معدمر بن صيفي بن نبت بن حمل ( جثعم ) بن قيدار بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام
المرجع من كتاب نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب