الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز ابا بطين
أعداد فهد أحمد الحقيل
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز ابا بطين
( 1194 هـ - 1282 هـ )
الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن سلطان بن خميس الملقب كأسلافه ( أبا بطين ) يضم الباء الموحدة , تصغير بطن , العائذي نسبا الحنبلي مذهبا , السلفي معتقدا وعشيرته آل أبا بطين ( من آل مغيرة ) ولكن ليسوا المتفرعين من قبيلة بني لا بل هم من عائذ التي هي بطن كبير من ( عبيدة ) إحدى قبائل قحطان ويرأس عبيدة ( آل شلفوت ) وحاضرة ( عائذ ) تقيم في بلاد الخرج المقاطعة الخصبة الواقعة من الرياض جنوبا بنحو ثمانين كيلو , وعشيرة الشيخ المترجم تقيم في ( روضة سدير ) .
ونذكر قبل البدء بترجمة الشيخ عبد الله أبا بطين ما تيسر لنا جمعه عن عائلة أبا بطين للتعريف بها جملة .
عائلة أبا بطين :
بيت الباطين من البيوت القديمة والممتدة إلى العهد الحاضر واسهم اليوم يشغل المحافل التجارية ويشار إليهم بالبنان سواء في الكويت والمملكة العربية السعودية وفي النطاق الخليجي بوجع عام والفضل من الله ثم بهمة رجالها الشباب , فقد امتد نشاطهم التجاري إلى أوساط تجارية عالمية أخرى كأوروبا وأمريكا , وبمثل ذلك وسعوا نشاطهم العقاري والاستثماري .
ومن يطلع على شجرة ( الباطين ) يجد لهم نسبا عميقا تمتد جذوره إلى الجد أبا بطين بن خميس من عائذ من عبيدة من قحطان وكان الباطين أسهم من قبل ( السلطان ) سلطان بن خميس العائذي . ومجتمع فروعهم في عبد العزيز الجد ابن عبد الرحمن بن عبد الله أبا بطين المذكور آنفا , ويتفرع من عبد العزيز خمسة أولاد هم :
1 - عبد الرحمن .
2 - عبد الوهاب .
3 - إبراهيم
4 - عبد الله .
5 - محمد .
وفي ذرية عبد الرحمن بن عبد العزيز ينحدر الرجال الأربعة التالية :
1 - إبراهيم .
2 - عبد العزيز ( ومنه ينحدر الشيخ عبد المحسن إبراهيم أبا بطين ) .
3 - عبد المحسن .
4 - الشيخ عبد الله , مفتي الديار النجدية . وقد أودعت هذه الفروع وأصولها إلى الشجرة التي يرد إليها كل من جاء يبحث ويكتب عن شجرة آل الباطين .
ومن حديث طريف لعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن , عن قصة تركه نجد :
كان عبد الرحمن يسكن الروضة من سدير من أرض نجد , ليس له غير ولديه الشابين إبراهيم وعبد العزيز اللذين انحدار إلى الكويت على صغر سنها من أثر مزاح وقع بينهما .
هو أن والدهما هبط عليه ضيوف وقت الغداء , فدعا ولديه الصغيرين أن يذهبا إلى البستان ليأتيا برطب يكون مع غداء الضيفات فارتقى الأخ الأصغر ( عبد العزيز ) النخلة , وقص عذقا من الرطب ونزل فقال له أخوة : ( احمله ) . فقال : بل عليك حمله .. رقيت النخلة وقصصت العذق وأحمل .. لا والله * وعلى هذا اختلفا , ودار بينهما جدال , الأمر الذي دعاهما لترك عذق الرطب بمكانه , والذي أغضب الوالد وخشيا عقابه بعد خروجالضيوف , أما هما فقد عزما أمرا في أنفسهما , واتفق أن كانت قافلة تيمم وجهها إلى الكويت فارتحلاً معها .
أما ألأب فقد أهمه أمرهما كثيرا , وقرر السيد وراءهما حين علم أنهما توجها إلى الكويت ,وبعد فترة التقي بوالديه وارتبط الجميع , ثم نزح سعود بن عبد العزيز إلى الزبير في بداية القرن الحالي , أما عبد الرحمن فهو الجد الثاني لعبد العزيز سعود البابطين , وأخواته عبد الرحمن ومحمد وعبد اللطيف وعبد الوهاب وخالد وعبد الكريم وإبراهيم .
وأخوه الثاني إبراهيم هو والد الشيخ عبد المحسن قاضي الزبير والكويت سابقا .
وأما عبد الرحمن والد الشابين فهو ابن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن – الذي كان مدير بيت المال لآل سعود – أحد الفروع الخمسة الذين يجمعون فروع آل البابطين .
ونعوذ لذكر ترجمة الشيخ عبد الله أبا بطين فنقول :
ولد المترجم في ( رضة سدير ) لعشر بقين من ذي الحجة عام 1194 هـ ونشأ بها نشأة حسنة في الديانة والصيانة والنزاهة والعفاف وطلب العلم وقرأ على قاضيها وفقيهها الشيخ محمد بن طرد الدوسري , ولازمه ملازمة تامة مع ما وهبه الله من الذكاء وسرعة الفهم وقوة الذاكرة فمهر في الفقه مهارة تامة وفاق أقرانه في شرخ شبابه , ثم ارتحل إلى شقراء ( عاصمة مقاطعة الوشم ) واستطونها , فقرأ على قاضيها الشيخ عبد العزيز الحصين , فلما رأى شيخه مبلغ إدراكه صار يستعين به على كثير من المشاكل القضائية ثم رحل إلى الدرعية فقرأ على علمائها حتى صار ممن يشار إليهم بالبنان , ولما استولى الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله على الحرمين الشريفين عام 1220 هـ عينه قاضيا على الطائف وملحقاته من قبائل الحجاز , فجلس في قضاء الطائف وملحقاته سنتين .
قال ابن بشر في نسخة مخطوطة من عنوان المجد خاصة عندي لم أجد مثلها في الطبقة الأولى , ولا الطبعة الثانية : ( وأما قاضي الإمام سعود على الطائف وناحية الحجاز فهو الشيخ الإمام والحبر الهمام جامع أشتات الفضائل ومن تشد لفضله شهب الرواحل العالم العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين أحد أكابر العلماء نفع الله بعلمه الناس , فانتفع به خلق كثير , ولي القضاء في عدة أماكن في نجد , كما سيمر ذكره مرارا في غصون هذا الكتاب , وكان من الزهد والورع والكرام على جانب عظيم مشتغلا ليه ونهاره في خدمة العلم وطلبته وهو كثير الإحسان إليهم , له المعرفة التامة في التفسير والحديث والفقه ,وكان إماما في كل العلوم
