حصن الشارقة: بناه سلطان بن صقر الأول عام 1820م
هوالشيخ سلطان الأول بن صقر الأول بن راشد بن رحمه الثاني بن مطر بن رحمه الأول بن كايد القاسمي ولد سنة 1780 تولى الحكم سنة 1803 حتى وفاته سنة 1866م وقدر له أن يحكم القواسم على مدى جيلين كاملين ،وشهد في حياته كل عمليات التغير الانتقال من البدواة إلى التحضر في الخليج ، ضمت رأس الخيمة إلى حكم الشيخ سلطان بن صقر سنة 1820، لم يكن أحد يعلم أين يقيم في رأس الخيمة أم في الشارقة ، ولكن كان يطلق عليه دائما " شيخ الشارقة" وأحيانا شيخ رأس الخيمة ، كان في بداية حياته يستعين بإخوته ثم بأبنائه كممثلين عنه في الحكم المباشر لمدينتي الشارقة ورأس الخيمة ، فكان يحكم رأس الخيمة الشيخ محمد بن صقر شقيق الشيخ سلطان سنة 1823.
يكتسب المكان اهميته من تاريخه ومن مكانته في النفوس لدى الاجيال التي عاصرته خصوصا اذا كان مرتبطا بكونه مقرا للحكام في زمن قديم عاش فيه الاجداد والآباء كأسرة واحدة واصبح هذا الزمن في ايامنا الحاضرة مبعث فخر واعتزاز لابناء الجيل الحالي في ظل ما تشهده البلاد من نهضة ورقى وتقدم في كل المجالات. وحصن الشارقة يعتبر من اهم المباني الاثرية في الامارات رغم انه تعرض للازالة تماما من الوجود لكن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر بن سلطان بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة سارع بعد ان علم بتلك العملية وكان وقتها طالبا في كلية الزراعة بجامعة القاهرة بالعودة الى البلاد حيث قام سموه بحفظ الابواب والنوافذ والاعمدة الاساسية للحصن ومنذ ذلك الوقت كان يضع الرسومات المناسبة لذلك البناء الاثري حتى تحولت تلك الفكرة الى واقع ملموس عندما ظهر المبنى مرة اخرى في مكانه القديم وبطرازه المعماري الاصيل وبنفس الفخامة والشكل الذي كان عليه عند تأسيسه الاول بفضل الاهتمام الخاص لصاحب السمو حاكم الشارقة. تاريخ الحصن بني حصن الشارقة عام 1820 بأوامر من الشيخ سلطان بن صقر الاول وكان البناء بسيطا ثم اضيفت اليه الكثير من التوسعات في مرافقة وغرفه حتى وصل الى نفس الشكل القائم في عهد الشيخ سلطان بن صقر الثاني الذي تولى الحكم بين عامي 1924 ـ 1951م وقد برز البناء شامخا في سماء المنطقة وعاد الموقع الاساسي الذي دارت في داخله ومن حوله الكثير من الاحداث السياسية والاصلاحية والتنظيمية في امارة الشارقة خلال تلك الفترة. ويتميز هذا الحصن بطراز معماري يعتمد على هندسة معمارية تتجلى فيها العمارة العربية، ومما يميز الحصن وجود برجين كبيرين ومربعة ذات اضلاع رباعية تستخدم للرقابة ويتكون الحصن من طابقين وبه تسع غرف رئيسية وتتوسطه ساحة فسيحة وبئر ماء واستخدم الحصن لفترة طويلة مقرا للحكم. وكان بيت الحاكم الشيخ سلطان بن صقر الثاني بجوار الحصن مباشرة ولا يفصله عنه الا الطريق المؤدي الى داخل المدينة وقد امضى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي اوقاتا مع اقرانه حول ذلك الحصن فترسخت صورة هذا المبنى الضخم في ذاكرته منذ الطفولة الى جانب ان والده المغفور له الشيخ محمد بن صقر كان يأخذ ابناءه لزيارة شقيقة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي في الحصن وكان الحصن في الماضي يقع امام سور الشارقة الذي لايعرف تاريخ بنائه وهو يعتبر من الاسوار المهمة في الامارات وكان يستخدم لحماية المنطقة من اي عدوان خارجي وكخط دفاع امامي وتميز بوجود بوابة رئيسية تقفل في وقت معين وله ابراج مراقبة. وتوجد بيوت اهل الشارقة على جانبي الحصن حيث تنتشر البيوت موزعة حوله وكان الاهالي يجتمعون دائما بالحاكم امام الحصن وتقام حوله الاحتفالات المختلفة كما شهد الكثير من المناسبات التي مرت بالبلاد وهذا هو ما يميز هذا الحصن القديم عن غيره من المباني الاثرية حيث انه كان يشكل العمود الفقري لتطور مدينة الشارقة وازدهارها ومن خلال هذا الحصن وفي جوانبه عقدت الكثير من اللقاءات بين رجال المنطقة والحاكم وكذلك بين الحاكم ومساعديه وضيوف الشارقة الذين يأتون في زيارة الى المنطقة في تلك الفترة. وظيفة الحصن ان الهدف الاساسي من انشاء الحصن هو حفظ امن البلاد من الاعتداءات الخارجية بالدرجة الاولى ولم يقتصر دور القلعة على الحراسة بل كانت تستخدم كمقر لحاكم البلاد كما اسلفنا ويوجد فيها ايضا مكتبه ومنزله بالاضافة الى بعض المكاتب الادارية كما ان بعض القلاع كان بها جانب من المباني يستعمل للتوقيف والسجن. اما ساحة القلعة فهي الساحة العامة الرئيسية حيث تقام الاحتفالات المختلفة للمناسبات الرسمية والدينية وفي بعض الاحيان تستعمل كسوق. كذلك توجد الساحة المحيطة او القريبة من القلعة او الحصن والتي تشهد القضايا المهمة مثل تنفيذ بعض العقوبات التي يقرها الشرع اما سطح الحصن فيعتبر من الاماكن المهمة فيه اذ هو موقع للمراقبة والحراسة. طريقة بناء الحصن تتميز حصون دولة الامارات عامة بالطراز الهندسي المحلي فقد بنيت بأيدٍ محلية استعانت بامكانيات المنطقة المتاحة حيث استعمل نوع من الطين في بنائها يسمى «مدر» وهو شديد التماسك كما استعملت في البناء بعض الصخور المجلوبة من البحر والجير المحروق وأوراق شجر النخيل وكلها مواد بناء محلية، وقد اعتمد بناء الحصون على البيئة في مواردها الأولية لذلك استخدموا المواد المتوفرة لإنشاء سقوف تلك الحصون من جذوع النخيل «جندل» ويغطى بـ «دعن» أي جريد للحماية من الشمس مما يساعد على تلطيف درجة الحرارة داخل الغرفة في فصل الصيف. ويتألف متحف الحصن من طابقين يقصده الناس من كل مكان ويتوسطه من الداخل فناء واسع تحيط به ثلاثة أبراج هي برج المملوسة وبرج الكبس ومربع مشرق تتصل الأبراج مع بعضها البعض بواسطة غرف وصالات عديدة تعكس كل منها مرحلة من المراحل التي مرت بها إمارة الشارقة.
