مـنـتـدى عـرب الامـارات أون لايـن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يشمل أنساب والأسر والعائلات وأسماء الألقاب والشهرة والقبائل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخان استراحة الماضي في الحاضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فارس الهريس




المساهمات : 383
تاريخ التسجيل : 24/08/2014
العمر : 23

الخان استراحة الماضي في الحاضر Empty
مُساهمةموضوع: الخان استراحة الماضي في الحاضر   الخان استراحة الماضي في الحاضر Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2020 2:51 pm


الخان استراحة الماضي في الحاضر


منطقة الخان تعد من أقدم المناطق بإمارة الشارقة، ولعب موقعها دوراً في تحديد أهميتها قديماً وحديثاً، فهي تقع في الطريق بين الشارقة ودبي، وهذا الموقع الاستراتيجي جعل لها خصوصية في الماضي، إذ كانت تقع في طرق القوافل الذاهبة والعائدة بين الإماراتين وبين المناطق الصغيرة المحيطة، لهذا عرفت بأنها استراحة المسافرين التي تحمل تاريخاً طويلاً حافلاً عاشه أهاليها في الحياة البحرية ومهن الغوص والصيد والتجارة، وتركوا لنا بقعة غنية بتراثها وآثارها وحكاياتها أيضاً .


مَنْ يرَ المنطقة التي يزيد عمرها على 400 سنة الآن بمبانيها الحديثة وأماكنها الترفيهية ومحالها ومطاعمها وفنادقها المنتشرة على طرقاتها، فلن يتخيل أن هذه المنطقة المتألقة بمظاهر المدنية، كانت ذات يوم منطقة زراعية تغطيها أشجارالنخيل الذي كان معروفاً بنخيل الخان، وكان الممزر يمر في وسطها ليقسمها إلى قسمين تقريباً، وكانت الجهة ناحية الشارقة تسمى بر الخان والأخرى ناحية دبي تسمى بر دبي . وهكذا سكن المنطقة قديما أهل دبي والشارقة .


ولايزال عدد من سكان المنطقة يحملون في ذكرياتهم بعضاً من تاريخها، فها هو أبو خالد الذي تجاوز السادسة والسبعين من عمره، وهو أحد أبناء المنطقة يروي جزءاً مما احتفظت به ذاكرته عن المكان قائلاً:

جدي مولود في منطقة الخان، ولهذا كان يعرف كثيراً عن تاريخها الذي تناقله الأجداد والآباء بالروايات وحديث الذكريات، فمثلاً روى لي أن عدد البيوت في بدايات هذه المنطقة لم يتعدَّ 29 بيتاً سكنها الأوائل، لهذا كانوا يعرفون بعضهم بعضاً بالشكل والاسم وكانت بينهم صلات وثيقة، فالعدد القليل جعلهم كأنهم عائلة واحدة تقاسمت الحياة في هذه البقعة، التي كانت شاسعة عليهم وقتها، ولكنهم كانوا الأوائل الذين أوجدوا الحياة فيها وعمّروها، ومع الوقت اتسعت وزادت العائلات والأنشطة، واكتسبت تاريخاً عريقاً في الحياة البحرية والتجارية أيضاً .


يتحدث جمعة الحرابي مستجمعاً تجارب وذكريات سنواته الاثنتين والسبعين التي عاصر خلالها تطور ونمو المنطقة قائلاً: جئت مع أسرتي طفلاً إلى منطقة الخان، وقتها كانت أكبر مما هي عليه، فقد كانت ممتدة من منطقة الخان الحالية حتى شارع القاسمي تقريباً، ولكنها تقلصت مع الوقت .


عن أصل تسمية الخان قال: حسب علمي، فالسبب وقوع المنطقة في طرف إمارة الشارقة في زاوية منها (على اعتبار أنه في العامية يطلق على الزاوية خانة) ولهذا سموها الخان، أي التي تقع في الزاوية .

ربيع مجسوم، موظف قديم في بلدية الشارقة، على اطلاع أوسع بتاريخ مناطقها خاصة الخان التي يسكنها منذ ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً، وله رأي آخر في أصل التسمية فيقول: هذه البقعة كانت في بدايتها مكان سكن مؤقتاً للسائرين بين الشارقة ودبي، فكانت بالنسبة لهم مثل المسافرخان، إذ كانت إمارة الشارقة تغلق بواباتها ولم يكن يسمح بالمرور للقوافل والتجار بعد المغرب، وكان عليهم انتظار شروق اليوم التالي، ولهذا كان القادمون من دبي الذين يصلون بقوافلهم قبيل المغرب يتخذون من هذه المنطقة التي تقع في الوسط مكانا للراحة والمبيت حتى يطلع الفجر، ثم يواصلون المسير ولهذا سموها الخان أي مكان المبيت .


وعلى الرغم من أن عبد الخالق المطوف لم يتعد الخمسين من عمره، إلا أن معلوماته عن المنطقة التي يسكنها غالبية أفراد عائلته تقريباً، حسب قوله، غزيرة، حتى إنه يعرف بعض المعلومات عن العائلات القديمة التي سكنت المنطقة يرويها قائلاً: أغلب أوائل العائلات التي سكنت الخان قديماً كانت إما تعمل في التجارة أو في البحر بالصيد أو الغوص، وكانت المنطقة تتكون من أربعة فرجان، فريج الشرق وفريج الغرب، وكان هناك الفريج الأوسط ويسمونه فريج النص، وفي الطرف من جهة الغرب فريج أطلقوا عليه فريج العيم . وفي فريج الشرق سكن آل بن يعروف الموجود منهم حالياً كثيرون في دبي، وقوم الكعيبي أيضاً وهم كانوا تجاراً يبيعون للأهالي الذين يمتهنون مهنة الغوص أو الصيد الخشب الذي يستعملونه في مهنتهم .


وتروي نواضر زحام، وهي الآن في الثالثة والسبعين، جزءاً من تاريخ المنطقة الذي عاصرته لأنه في ذات الوقت جزء من طفولتها وبدايات شبابها التي عاشتها أسرتها في المنطقة يعولهم والدها الصياد، وتعود بذاكرتها لسنوات طويلة وتقول: والدي من عائلة تعمل بالصيد، ووقتها كانت أغلبية العائلات مقسمة بين مهنتي الصيد والغوص، وكان والدي وعمي يملكان قارباً للصيد يخرجان به إلى البحرويعودان بحصيلة رزقهما من أسماك العومة والقرفا والخباط، يحتفظون بجزء منها للدار والباقي يبيعانه للأهالي لشراء احتياجاتنا من المواد الغذائية الأخرى .


ومنطقة الخان التي تعتبر من أقدم الأماكن في الشارقة كانت أيضاً أحد المراكز التجارية المتلاقية مع دول أخرى كثيرة عبر شواطئها، فأهلها استطاعوا الانطلاق والإبحار والوصول إلى الهند التي كانت من المراكز التجارية الكبرى على مستوى العالم، وسوقاً لتجارة اللؤلؤ الذي كانوا يستخرجونه من الخليج العربي، وكانوا يبيعونه ويجلبون مقابله البضائع الأخرى والمواد الغذائية والأقمشة والأخشاب .


يقول عبدالله نواف الذي تعدى السبعين إن والده كان غواصاً، وإنه هو نفسه عمل في هذه المهنة في بدايات شبابه .

ويضيف: كان والدي غواصاً، حياته البحر ورزقه فيه، أذكر في طفولتي خروجه وبقاءه في البحر لأيام تصل لأسبوع أحياناً يحصد أعماق البحر باحثاً عن اللؤلؤ ثم يعود من رحلته أحياناً بحصاد وفير وأحياناً قليل حسب الرزق . كانت مهنته مهنة الكثيرين، لهذا كان طبيعياً أن أرثها عنه، وعندما وصلت إلى سن الثامنة عشرة بدأ يصطحبني معه في رحلاته، ولكني لم أجد نفسي في المهنة فتحولت إلى التجارة وبدأت في دكان صغير، ثم تطورت تجارتي وأصبحت أسافر مع المركب للبلاد المحيطة للبيع والشراء .


ومن معالم المنطقة الأثرية ذات التاريخ الحافل بعبق حياة أهل المنطقة القدامى بيت الطواشة، ويقول عنه عابد غلوم الذي عمل بالتجارة وكان يستورد الفحم والشاي والأخشاب من سريلانكا وجنوب إفريقيا: بيت الطواشة كان مجلساً خاصاً بالتجار يتجمعون فيه عندما يرغبون في مناقشة أي من أمور أعمالهم التجارية والتشاور فيها، مثل الاتفاق على أسعار بضائعهم، أوتجهيز بضائع وإعدادها للإبحار، كما أنه كان في الوقت ذاته مكاناً للغواصين من جامعي اللؤلؤ يلتقون فيه للاتفاق على السعر الذي سيبيعون به حصيلة ما جمعوه منه خلال رحلتهم الأخيرة . ويضيف: على شاكلته كان يوجد أيضاً مجلس الشواب، وكان الأهالي يتجمعون فيه لينظموا بعض أمورهم الحياتية المهمة مثل جمع المساعدات للمحتاجين أو تحصيل الزكاة وتوزيعها، وأيضاً كانوا يناقشون فيه أي مشكلات تواجه المنطقة .


ومن المعالم الأثرية المتميزة بالمنطقة أيضاً برزة الخان التي بناها حفيد أمير منطقة الخان عبيد بن جرش إحياءً لذكرى أجداده، ويعود تاريخها إلى أسرة الجريشات، وهي عبارة عن استراحة تحمل عبق الماضي وكثيراً من ذكرياته، وكانت مفتوحة أمام العابر يمكنه أن يستريح ويأخذ واجب الضيافة من المشروبات وخاصة القهوة العربية . وتضم المنطقة عدداً من المساجد مثل المسجد الكبير، ومسجد خلفان بن غانم، ويطلق عليه البعض مسجد ابن دباس وهو مَنْ بناه على حسابه وكان يعمل في تجارة اللؤلؤ، وتولى الصرف عليه حتى وفاته، ومسجد آخر قديم في الخان هو مسجد أنس بن مالك .


ويلخص عامر السويدي، الذي عمل تاجراً وامتلك دكاناً لبيع الدقيق، وولد في المنطقة وعاش فيها أغلب سنوات عمره السابعة والسبعين ذكرياته عن المنطقة ويقول: رغم أن الحياة كانت أقل مدنية والإمكانيات كانت محدودة ولم تكن هذه الرفاهية موجودة، إلا أن الحياة كانت أحلى لأنها كانت أبسط، فالكهرباء لم تدخل المنطقة إلا في السبعينات من القرن الماضي، وطبعا لم تكن هذه المحال الكبرى والمطاعم الشهيرة قائمة، كانت هناك بعض المحال الصغيرة، وكنت أسمع من روايات من المسنين وأنا صغير، أن المحال في وقت من الأوقات كانت في هذه المنطقة تعمل بنظام التخصص، فمن يبيع دقيقاً يتخصص فيه، ومن يبيع الفحم لا يبيع غيره، كان هذا الأمر يتم في ما يشبه اتفاقية عرفية بين أهل المنطقة، ليتجنبوا فكرة المضاربة أوالتنافس في الأسعار، كنوع من تنظيم الحياة في شكل عقد اجتماعي ميثاقه كلمة الشرف بين التجار .


تتحدث خلود نبيه، وهي ربة أسرة تسكن منطقة الخان قائلة: قناة القصباء تعتبر أحد الأماكن التي تمثل لنا كأسرة متنفساً في أغلبية الأيام، فهي الوجهة التي نختارها عندما نرغب كأسرة في قضاء وقت ترفيهي في الهواء الطلق، ويتوفر فيها إمكانات متنوعة ترضي كل فرد في الأسرة، فأنا كأم أصطحب أولادي، وأختار من بين المطاعم والمقاهي المنتشرة على جانبي القناة، وأستمتع بجماليات المكان حولي، بينما ينطلق أطفالي أمامي يمرحون بوسائل الترفيه المختلفة .


ومنطقة الخان الغنية بالمعالم الأثرية التي بقيت شاهدة على تاريخها، اهتمت دائرة الآثار في الشارقة بالحفاظ عليها كإرث تراثي معماري، فشملتها عمليات الترميم، التي ضمت حتى بيوتها القديمة المتناثرة التي سكنها أهالي المنطقة القدامى، ونجحت في الصمود حتى اليوم . يتحدث كبير المهندسين فواز شرف الدين مدير مشروع إحياء منطقة الخان التاريخية قائلاً: الخان إحدى المناطق الغنية بالصورالتراثية والمعالم الأثرية ذات الأهمية التاريخية، لهذا كانت موضع اهتمام الدولة للمحافظة عليها من الاندثار، وعمليات الترميم شملت أغلبية معالمها، ومن بينها برج الخان الذي يقع على أطراف منطقة الشارقة من ناحية دبي على الساحل، وتميزه الفتحات الصغيرة (المزاغل) التي كانت تستخدم قديما لإطلاق النار، ومربعة علي بن راشد (القلعة)، وحصون الدفاع التي بنيت منذ مئات السنين للدفاع عن المنطقة . وبالمنطقة عشرة أبراج دفاعية رُممت جميعها، حتى البيوت السكنية القديمة رُممت بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وعمليات الترميم بدأت منذ عام 2009 من خلال وحدة تخطيط المباني التاريخية التابعة لإدارة التراث، وفقاً لمعايير قياسية وعالمية في ترميم الأماكن التراثية

صور حضارية

كما كان للمنطقة ذات الخصوصية الجغرافية والتاريخية مكوناتها التراثية والأثرية التي جعلت منها مزاراً سياحياً متنوع الاختيارات، نجد بها أيضاً معالمها الحضارية الحديثة التي تميزها وتجذب إليها الأنظار، ومنها مربى الشارقة الذي افتتح في يونيو/ حزيران 2008 للتعرف إلى البيئة البحرية للدولة وما تحويه من كائنات بحرية وأسماك بمختلف أنواعها . ويسمح المربى لزواره بالحصول على معلومات جديدة ومفيدة عن الأحياء البحرية خلال جولة مائية عبر أنفاق وجسور ذات تقنيات متطورة وفق أحدث النظم العالمية، ويضم أكثر من 250 نوعاً من الأسماك المعروفة والنادرة تعيش ضمن بيئتها الطبيعية .


وتوجد في المنطقة قناة القصباء وهي من المعالم المميزة في المنطقة، بل تعد من أهم المعالم الحضارية بالإمارة منذ افتتاحها عام 2000 وتربط بين بحيرتي خالد والخان بطول كيلومتر .



سكنها قديماً أهل دبي والشارقة

الخان استراحة الماضي في الحاضر

المصدر : (الشارقة - دعاء فاروقSmile
تاريخ النشر: 02/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخان استراحة الماضي في الحاضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشارقة القديمة ذاكرة الماضي الحية
» مدينه الخان في الشارقة
»  الوالي ... " بن جرش السويدي " - الخان
» منطقة الخان في الشارقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـدى عـرب الامـارات أون لايـن :: -:::: منتدى تاريخ الجزيرة العربية ::::- :: منتدى تاريخ الأمارات-
انتقل الى: