عمرو بن تبع
وملك عمرو بن تبع فمنع منه النوم فشكا ذلك فقيل له إن النوم لا يأتيك أو تقتل قتلة أخيك، فنادى في جميع أهل مملكته، إن الملك يريد أن يعهد عهداً غداً، فاجتمعوا وأقام لهم الرجال وقعد في مجلس الملك، ثم أمرهم أن يدخلوا خمسة خمسة وعشرة عشرة، فغذا دخلوا عدل بهم فقتلوا حتى أتى على عامة القوم، وأدخل ذو رعين فلما رآه أذكره ما كان قال له أنشد شعراً له يقول فيه:
ألا من يشتري سهراً بنوم ... سعيد من يبيت قرير عين.
فإن تك حمير غدرت وخانت ... فمعذرة الإله لذي رعين.
فأمر بتخليته وأكرمه وقربه واختصه، فاضطربت عليه أموره وترك الغزو فسمي موثبان لقعوده، والوثاب: الفراش، أرادوا به لزم الفراش. وفي ملكه تزوج عمرو بن حجر الكندي جد امرئ القيس الشاعر بنت حسان بن تبع فولدت له الحرث بن عمرو بن حجر، وكان عمرو بن حجر سيد كندة وكان يخدم أباها حسان بن تبع، وفي زمانه انتقل عمرو بن عامر مزيقياء وولده ومن اتبعه من أرض اليمن حين أحس بسيل العرم، وعمرو بن عامر أخو خزاعة وأبو الأوس والخزرج، وكان ملكه ثلاثاً وثلاثين سنة.